ملخص كتاب التفكير السريع والبطيء تاليف دانيال كانيمان .

مواضيع مفضلة

الأربعاء، 9 أكتوبر 2024

ملخص كتاب التفكير السريع والبطيء تاليف دانيال كانيمان .

 ملخص كتاب التفكير السريع والبطيء تاليف دانيال كانيمان .



هل سبق لك ان اتخذت قرارا سريعا دون تفكير عميق فقط لتكتشف لاحقا انك ارتكبت خطا كبيرا او شعرت بالتردد واخذت وقتا طويلا للتفكير ولكنك لم تصل الى القرار الصحيح،  كيف نفكر لماذا نتسرع بالاجابه او التصرف في بعض المواقف بينما نتمهل ونفكر في مواقف اخرى، متى يجب ان تكون استجاباتنا  سريعه ومتى يجب ان تكون بطيئه ومدروسه،  ماذا لو اخبرتك ان هناك تفسيرا علميا وراء هذه المواقف التي نواجهها جميعا في حياتنا اليوميه، في كتابه الرائع التفكير السريع والبطيء ياخذنا دانييل كانيمان الحائز على جائزه نوبل،  في رحله ممتعه عبر اعماق العقل البشري ليكشف لنا عن السر وراء كيف نفكر ولماذا نخطئ، في هذا الملخص سنتعرف على الانظمه العقليه التي تحكم قراراتنا وكيف يمكن لهذه الانظمه ان تكون سيفا ذا حدين، هل انت مستعد لاكتشاف اسرار عقلك وتعلم كيفيه اتخاذ قرارات افضل، دعنا نبدا التأمل في هذه الفكره، عقلك يمكن ان يكون اعز صديق لك او اسوا عدو، يتناول دانيال كانيمان في كتابه التفكير السريع والبطيء هذا المفهوم بعمق، هل سبق لك ان تساءلت كيف تؤثر افكارك على قراراتك وافعالك وبالتالي على حياتك بشكل عام، العقل اداه قويه وفهم عمله يمنحك ميزه في حياتك اليوميه،

 هذا الكتاب ليس مجرد كتاب تقليدي في علم النفس، انه رحله شيقه الى اعماق العمليات الفكريه للانسان، يدور الكتاب حول طريقتان للتفكير تحكمان حياتنا العقليه، النظام الاول والنظام الثاني، هذان النظامان ليسا كيانين ماديين بل هما طريقتان مختلفتان للتفكير تسيطران على حياتنا العقليه، النظام الاول كما يشرحه كانيمان هو اسلوب التفكير السريع والحدسي والعاطفي انه الجانب الذي يتفاعل مع المواقف بشكل غريزي دون الحاجه الى بذل الكثير من الجهد الواعي، هذا النظام هو الذي يحثك على سحب يدك سريعا عندما تلمس شيئا ساخنا او الابتعاد عندما ترى ثعبانا، انه سريع وبديهي وغالبا ما يكون على حق وفي المقابل هناك النظام الثاني، هذا النظام يتمثل في التفكير البطيء والمدروس والمنطقي هو ذلك الجانب الذي يجعلك تتانى وتفكر بعمق قبل اتخاذ قرار ما، هو الذي يدعوك للدراسه بجد من اجل الامتحان او لتوفير المال للمستقبل او لاختيار الطعام الصحي بديلا عن الوجبات السريعه انه عقلاني، ومتعمد وغالبا ما يتطلب مجهودا اكبر، هتان الطريقتان تعملان بتناغم لتشكلا تصوراتنا وتوجه قراراتنا وتؤثر على افعالنا ومن خلال فهم كيفيه عمل هذين النظامين يمكننا استغلال قدراتهما لاتخاذ قرارات افضل والعيش بطريقه اكثر ارضاء، ان ادراك الية عمل هذين النظامين يمكن ان يحدث ثوره في طريقه اتخاذنا للقرارات، دعونا نتعمق اكثر في هذين النظامين، لندرك تماما آلية عملهما وكيف يمكن لنا الاستفاده من ذلك، 

النظام الاول وهو نمط التفكير السريع والحدسي والعاطفي هذا النوع من التفكير يعتمد على استجابات الغريزيه وهو الذي يشغل حيزا في عقلنا دون ان نعي ذلك فهو المسؤول عن ردود الفعل السريعه عند مواجهتنا لموقف ما لاتخاذ قرارات تبدو تلقائيه ولا تتطلب منا اي جهد واعي، تخيل انك تمشي في زقاق مظلم وتسمع صوتا مفاجئا خلفك ستلاحظ على الفور تسارع نبضات قلبك وتعرق يديك وتسارع خطواتك كل هذا يحدث تلقائيا دون ان تقرر ذلك بشكل واع، هنا يكون النظام الاول هو الذي يستجيب للتهديد المحتمل بشكل تلقائي، او فكر في قياده سيارتك على طريق مالوف لا تحتاج الى التفكير في كل التفافه او اشاره مرور، بل تتصرف بشكل تلقائي بفضل النظام الاول لدرجه انك قد تصل الى وجهتك دون ان تتذكر الرحله باكملها لكن الامر لا يتعلق فقط بالاستجابات الجسديه بل يشمل ايضا احكامنا وقراراتنا اليوميه عندما يطلب منك حل مساله بسيطه مثل 2 زائد 2 لا تحتاج الى التوقف والتفكير، الاجابه تظهر في ذهنك فورا وذلك بفضل النظام الاول ورغم فعاليه هذا النظام،  الا انه ليس دائما دقيق هنا تاتي التحيزات العقليه والادله الارشاديه، التحيزات هي انماط تفكير متكرره قد تؤدي الى انحرافات في الحكم العقلاني اما الادله الارشاديه فهي اختصارات عقليه تسهل علينا اتخاذ القرارات بسرعه، مثلا عند مشاهدتك لتقرير اخباري عن حادث طيران قد تشعر ان السفر بالطائره خطير رغم انه يعد من اكثر وسائل النقل امانا من الناحيه الاحصائيه هذا مثال على تاثير النظام الاول الذي يعتمد على امثله حيه تؤثر على حكمك او خذ مثالا عند التفاوض على سعر ما الرقم الاول الذي يطرح حتى لو كان غير منطقي يؤثر بشكل كبير على مسار التفاوض باكمله هنا ايضا النظام الاول يتخذ المسار الاسهل ويركز على المعلومات الاكثر بروزا كما ترى فان التفكير بنمط النظام الاول هو سلاح ذو حدين من جهه يتميز بكفاءة عالية حيث يسمح لنا بالتفاعل مع العالم دون الحاجه لمعالجه كل معلومه نواجهها بشكل واعي ومن جهه اخرى قد يؤدي اعتماده على الاختصارات وردود الفعل السريعه الى اتخاذ قرارات ليست دائما عقلانيه او مفيده، رغم كفاءه النظام الاول في التكيف مع المواقف بسرعه، الا انه قد يضللنا في كثير من الاحيان، لكن ماذا عن نظيره.

 لنتوجه الان الى النظام الثاني الذي يتميز بالتفكير البطيء ، هذا النظام يتدخل عندما نحتاج الى معالجه الامور بشكل اعمق واكثر تفصيلا على عكس النظام الاول الذي يعتمد على الغريزه والقرارات السريعه يتطلب النظام الثاني جهد متعمد وتفكير واعي هذا النظام ليس تلقائيا بل هو الاداه العقليه التي نستعين بها عندما نواجه مساله رياضيه معقده او نتخذ قرارا حاسما في حياتنا او نقيم مدى صحه حجه منطقيه، مثال على ذلك هو مساله المضرب والكره التي اوردها الكتاب عندما يطرح السؤال اذا كان سعر المضرب والكره معا دولارا وعره سنتات وسعر المضرب يزيد عن سعر الكره بدولار واحد فما هو سعر الكره يكون الرد الفوري لكثير من الاشخاص هو عشره سنتات وهذا ناتج عن تفكير النظام الاول لكن عند التعمق بتفكير النظام الثاني ستدرك ان الاجابه الصحيحه هي خمسه سنتات السبب وراء ذلك هو ان النظام الثاني يركز على التفاصيل الدقيقه والفروق الطفيفه ويعالج الموقف بشكل اكثر تعقيدا، انه ابطا من النظام الاول لكنه ايضا اكثر دقه اذ يلعب النظام الثاني دورا مهما في مراقبه الذات وضبطها فهو الذي يساعدك على مقاومه اغراء تناول وجبه خفيفه في وقت متاخر من الليل اثناء محاولتك لانقاص وزنك وهو الذي يشجعك على الدراسه للامتحان، بدلا عن مشاهده التلفاز.

 في عالم اتخاذ القرار يمثل النظام الثاني صوت العقل والحكمه، استخدام النظام الثاني يركز على تحليل العواقب المحتمله لاي قرار وموازنه الايجابيات والسلبيات واخذ الوقت اللازم لتقييم الخيارات المتاحه لكنه ليس خاليا من العيوب اذ يتطلب الكثير من الطاقه والجهد العقلي مما قد يؤدي الى ما يعرف باجهاد القرار بعد يوم طويل مليء باتخاذ القرارات قد يشعر النظام الثاني بالارهاق مما يجعلنا نتخذ قرارات اقل جوده او نعود الى استخدام النظام الأول العفوي، علاوه على ذلك يمكن ان يتاثر النظام الثاني بردود فعل النظام الاول خصوصا اذا كان النظام الاول يحمل مشاعر قويه او حدسا واضحا تجاه مساله ما، لهذا السبب من الضروري ان ندرك كيفيه تفاعل هذين النظامين عند اتخاذ القرارات، كيف تتفاعل هذه الانظمه معا كيف يؤثر كل منهما على الاخر في عمليه اتخاذ القرار، التفاعل بين النظامين السريع والبطيء اشبه برقصه متقنه تخيل انك تقود سيارتك على طريق مالوف الى العمل حيث يسيطر النظام الاول على القياده فهو يعرف الطريق جيدا ويتنقل بين المنعطفات تلقائيا ولكن اذا توقفت سياره فجاه امامك يتدخل النظام الثاني سريعا موجها اياك للضغط على المكابح وتجنب الحادث، هذا مثال كلاسيكي على تفاعل النظامين حيث يوفر النظام الاول الاستجابه الفوريه بينما يتولى النظام الثاني المواقف الاكثر تعقيدا وتتطلب قرارات مدروسه، 

لكن ماذا يحدث عندما لا يعملان بانسجام، هنا تظهر الادله الإرشادية التي قد تضلل قراراتنا فمثلا تعتمد طريقه التفكير بالاستدلال بالتوافر على الامثله الفوريه التي تخطر على بالنا مما يجعلنا نحكم على الامور بناء على ما هو متاح في اذهاننا بسهوله، دون ان ناخذ في الاعتبار الصوره الكامله، نعود الى المثال السابق عندما نسمع عن حادث تحطم طائره في الاخبار قد نشعر فجاه بان السفر بالطائره اصبح اكثر خطوره حتى وان كانت الاحصائيات تشير الى ان الطيران اكثر امان مقارنه بقياده السيارات، هذا الشعور هو استجابه تلقائيه من النظام الاول الذي يتاثر بالقصه الدراميه والعاطفيه مما يجعلنا نتجاهل الحقائق المنطقيه والاحصائيه التي من المفترض ان يقدمها النظام الثاني وهذا يقودنا الى ان هناك ايضا تحيز اخر يعرف بتحيز التثبيت حيث نعتمد بشكل مفرط على اول معلومه نصادفها عند اتخاذ قراراتنا، على سبيل المثال اذا عرض احد المتاجر قميص بسعر 50 دولارا بعد ان كان بسعر 100 دولار قد نعتقد اننا حصلنا على صفقه جيده حتى وان لم يكن القميص يستحق 50 دولارا اساسا هذا مثال اخر على تدخل النظام الاول الذي يتشبث بالمعلومه الاولى اي السعر الاصلي ويؤثر على حكمنا لكن الامر ليس بهذه السوداويه، الوعي بهذه التحيزات واساليب التفكير التلقائيه هو الخطوه الاولى للحد من تاثيرها يكمن الحل في تنشيط النظام الثاني ودفعه لتحدي الانطباعات الاوليه والافتراضات السريعه التي يقدمها النظام الاول، انه يتطلب التمهل والتراجع والتفكير بعنايه اكبر ومن هنا نرى ان العلاقه بين النظامين ليست مجرد انتقال بسيط للسيطره انها عمليه معقده من التفاعل المتبادل بين

النظامين حيث يتبادلان الادوار في تشكيل تصوراتنا، احكامنا وقراراتنا لذا لا يجب ان نلوم انفسنا عندما نقع في فخ هذه التحيزات فهي في النهايه جزء طبيعي من طريقه عمل ادمغتنا، بديلا عن ذلك علينا ان نسعى لنكون اكثر وعيا وحذرا عند اتخاذ القرارات، وان نتدرب على اشراك النظام الثاني للتفكير بعمق وتحليل الامور بشكل افضل، التفكير ليس عمليه بسيطه كما نظن ولكن من خلال الوعي والفهم يمكننا التعامل مع تعقيداته واتخاذ قرارات اكثر حكمه ووعيا، 

كيف يمكننا تطبيق هذه الافكار على حياتنا اليوميه؟ لناخذ مثالا، عندما تكون على وشك اتخاذ قرار مهم مثل شراء منزل او اختيار مسار وظيفي بديلا عن الاعتماد على حدسك او القرارات السريعه للنظام الاول خذ وقتك لتفعيل النظام الثاني تمهل وفكر في جميع العوامل الممكنه ابحث في اتجاهات السوق قبل شراء المنزل او استقصي عن فرص العمل في المجال الذي تود دخوله بهذا النهج يمكنك تجنب الاخطاء التي قد تكلفك كثيرا في المستقبل تخيل ايضا انك في برنامج مسابقات وطرح عليك سؤال صعب هنا ياتي دور النظام الثاني مره اخرى حيث يمكنك التفكير العميق والتأني قبل الاجابه، بديلا عن الاعتماد على اجابه سريعه وغير مؤكده من الاول ، عندما يبدا النظام الثاني بالعمل فانه يحاول تحليل السؤال والوصول الى اجابه منطقيه لكن هذا قد يستغرق وقتا، وهو ما قد لا يكون متاحا دائما خاصه في مواقف مثل برامج المسابقات التي تعتمد على سرعه الرد هنا يمكن ان يكون الاعتماد على النظام الاول اي التفكير السريع والحدسي، اكثر فاعليه حتى لو لم تكن الاجابه دقيقه تماما، المفتاح هنا هو معرفه متى يجب استخدام كل نظام،  قد تدفعك غريزتك للاعتماد على نظام دون الاخر، لكن لكل منهما اهميته ويصلح لمواقف معينه، في عالم الاعمال قد يكون الالمام بهذين النظامين امرا محوريا، فعلى سبيل المثال يعتمد الكثير من رواد الاعمال على  نظامهم الاول لاجراء جلسات العصف الذهني وتوليد الافكار بسرعه لكن عندما يحين وقت اتخاذ قرارات استراتيجيه فانهم يلجؤون الى النظام الثاني ويمنحون انفسهم الوقت الكافي لتحليل جميع الخيارات بحذر وفي العلاقات الشخصيه يمكن ان يكون هذا الفهم ايضا ذا قيمه كبيره اثناء الجدال من السهل ان تسمح لنظامك الاول بالتحكم مما قد يدفعك الى قول اشياء قد تندم عليها لاحقا لكن اذا تمكنت من ادراك ما يحدث وفعلت نظامك الثاني يمكنك التراجع قليلا والتفكير فيما تريد قوله فعلا وربما الوصول الى حل افضل للصراع علاوه على ذلك فهمك لهذه الانظمه، سيمكنك من فهم الاخرين بشكل اعمق عندما ترى شخصا يتفاعل بسرعه، فغالبا ما يعتمد على نظامه الاول واذا كان ياخذ وقته في الاستجابه فمن المرجح انه يستخدم نظامه الثاني، هذا الفهم يمكن ان يكون مفيدا في المفاوضات وفي التعامل مع الاصدقاء والعائله وحتى في تفاعلاتك اليوميه، الفوائد العمليه لفهم كيفيه عمل هذين النظامين كبيره ليس فقط لانها تساعدنا على اتخاذ قرارات افضل في حياتنا الشخصيه والمهنيه بل تمكننا ايضا من التعامل مع الاخرين وفهمهم بفعاليه اكبر،  يقدم لنا دانييل كانيمان في هذا الكتاب الفرصه لان نكون اكثر ادراكا لاساليب تفكيرنا وان نتامل في ردود افعالنا الفطريه وان نحقق التوازن بين السرعه والتروي.

دمت سالما .

إرسال تعليق

المشاركة على واتساب متوفرة فقط في الهواتف