الإنسان المتوازن هو الذي يدرك الجمال
سلام و حرية
ربما سمعت مسبقاً عن قانون التوازن، التوزان بين حياتك المادية و الروحية، التوازن في تعاملك مع الناس و التوازن في كل شيء
و كلمة التوزان تستعمل للتعبير عن التكافؤ أو الإهتمام غير المبالغ فيه و عدم ترجيح كفة على أخرى في الأهمية .
فهناك مثلاً من يعطي أهمية كبيرة لذاته و عالمه الداخلي على حساب واقعه و حياته الخارجية، فتجده انساناً غير متوازن
فربما تجده يهتم لمواضيع مثل الحرية أو الإحترام المتبادل و التقدير و الإنسانية و حرية الإختلاف و غيرها من القيم
و حين يخرج للواقع ينسى كل شيء و يتبنى مبدأ آخر مختلف كلياً، أو يصبح إنساناً آخر لا يهتم إلا بأنانيته
و هذا راجع بالأساس لشيء واحد هو عدم التوازن، فالإنسان الذي يعطي أهمية كبيرة جداً لداخله يجعل التوزان يلعب ضده
فتجده يستقرئ الواقع من خلال ما يعطيه أهمية أكبر، فيصبح الواقع بالنسبة له عائقاً أمام ذاتيته و يحاول ما أمكن أن يصنع من الواقع شيئاً يناسبه
و يحاول أن يجعل الواقع أشبه بمنطقة راحته و أشبه بمعتقداته و ما يعطيه الأهمية، و غالباً هو يفشل في الوصول لذلك
و لا يستطيع تحقيق ما أعطاه الأهمية على أرض الواقع فيصاب بخيبة أمل كبيرة و هذا يجعله في عدم تقبل للواقع
و بالتالي حين يكون في الواقع يتبنى مبدأ مختلف كلياً و هذا الذي يجعله إنساناً مختلفاً بشكل كامل و غير متوزان
فهو غير متوازن بين معتقداته و الواقع الذي يعيش فيه، و غير متوازن بين داخله و خارجه و هذا الذي يجعله يعيش حياةً غير سوية
بينما الإنسان الذي يدرك أن الواقع لا يمكننا تغييره بشكل مباشر، لأن أي محاولة لتغييره بشكل مباشر هي محاولة تبوء بالفشل في كل مرة
لأن الذي يحاول تغيير الواقع بشكل مباشر ينسى تماماً أنه كان مستغرقاً في ذاتيته، و أن تغييره هذا يرتكز على فكرة معينة
فمثلاً الذي يدافع عن الحرية و يتبنى الحرية كنمط حياة و عمل سنوات لإظهار أهمية هذا الموضوع في حياتنا الفردية و الجمعية
لا يمكنه إسقاط معرفته هذه في الواقع بشكل مباشر لأنه سيلقى الردع و المقاومة و ربما قد يصاب بالإحباط و الفشل
خصوصاً إذا كانت مسعاه في واقع رجعي و متخلف
يلزمنا جميعاً تقبل واقعنا كيفما كان و تقبل كل تفاصيل الواقع و محاولة معرفة طبيعة المجتمع الذي نعيش فيه و طبيعة وعيه
حين ندرك و نستوعب وعي مجتمعنا، نحن نتخلى عن مقاومته و نتخلى عن محاولة تغييره بشكل مباشر
لأننا في كل مرة نستوعب أن الواقع بكل تفاصيله مجرد حالة عقلية و هو تعبير عن الجمال، و في كل واقع هناك جمال خاص به
و في كل واقع هناك جمال مخفي وراء الأشياء و الأشخاص و الأحداث
و سعينا لتغيير هذا الواقع، هو سعي لتغيير هذا الجمال الممتد و العميق و الذي يمتد لآلاف السنين أو مئات الآلاف من السنين
حين يمكننا إدراك هذا الجمال في الواقع، يمكننا الإنسجام معه و يمكننا الذوبان في هذا الجمال الإنساني
و حين نذوب فيه، يمكننا طرح افكارنا و طرح المواضيع التي نهتم بها في المجتمع إذا كانت تناسب جماله
فالذي يدرك الجمال هو إنسان متوازن و إنسان معافى .
و الجمال هو نواة المجتمع و هو نقطة النور الموجودة في المجتمع التي يدور حولها كل شيء، فكل مجتمع في النهاية
يسعى للتطور و للفضيلة و الإرتقاء في وعيه .
أيها القاريء الكريم دمت في حرية
حفظك الله يامحمد ، فيديوهاتك لا مثيل لها..
ReplyDeleteكل المحبة لروحك
Deleteممكن تقترح عليا كورسات مجانيه تعرفي الطاقه اكتر بتعمق
ReplyDeleteفي الأشهر المقبلة سنعمل على طرح كورسات مبسطة عن الطاقة الحيوية بمنظورنا
ReplyDelete