الإنسان الكوني
مرحبا عزيزي المتنور
الإنسان المتصل بذاته الطبيعية الكونية هو ذلك الإنسان المتحرر من الخوف، المتحرر من المقارنات
و من الإرتباطات و من المشاعر السلبية و المتحرر من الغضب و العنف و من الأنانية و من الهوية التي يعيش بها في الواقع
الإنسان المتحرر لا يستمد قيمته الذاتية من أي شيء خارجي، و لا يعتبر نفسه أقل من أحد ولا أجمل من أحد
و لا أذكى من أحد و لا أفضل من أحد ولا أدنى من أحد.
الإنسان المتحرر هو متحرر من كل هذه المقارنات العقلية ومتحرر من كل أشكال الدونية و التحقير و التصغير،
الإنسان المتحرر هو إنسان كوني متصل بذاته الكونية الطبيعية الذي يعني أنه لايستمد قيمته من أي شيء خارجي
ولايستمد قيمته الذاتية من العمل الذي يزاوله أو اللقب الذي يحمله في المجتمع، فهو لا يستخدم السلطة التي يمتلكها في إشباع نفسه
مثلا إن كان قائدا في شركة معينة فهو لايستخدم هذه السلطة لإثبات ذاته و قوته و سيطرته بل الإنسان المتحرر،
متحرر من كل هذه الألاعيب و الإنسان الكوني لا يحتاج أي إثبات لذاته فهو متحرر و يعلم أن ذاته كونية طبيعية.
و الذات الكونية الطبيعية لاتحتاج لأي إثبات.
ذاتنا الكونية لاتحتاج للمقارنات و لا للتصنيفات، ولا للأحكام بل ذاتنا الكونية تؤكد علة أننا في عمق واحد و اننا ننبع من مصدر واحد
و أنه في علاقاتنا الإنسانية أو في علاقاتنا مع الأخر نحن لا نهتم لما يمتلكه الأخر، و لا نهتم لمكانته الإجتماعية و لا لإنجازاته الشخصية
و لا لنجاحاته ولا لمستواه الاجتماعي و لا لقدراته.
الذي يهم في علاقتنا الإجتماعية هو أساس المساواة و أساس اننا واحد، وانه لافرق بيننا على المستوى العميق الحقيقي و أساس السلام الداخلي. و نحن نتواصل لابد أن سكون هناك سلام داخلي متبادل و لانتخلى أبدا عن هذا السلام الداخلي
هذا السلام الداخلي يمكن أن نحتفظ به دائما و للأبد عندما نتذكر أننا في العمق واحد، ففي العمق نحن واحد أنت هو أنا و أنا هو أنت، العمق ليس فيه أي شكل ولا لون ولا أيت هوية ولا أيت شخصية و لا أيت حدود، في العمق نحن واحد شيء واحد متكامل و غير محدود.
عزيزي المتنور أنت ذات كونية ولست الهوية التي تعيش بها الآن و لست مستواك الإجتماعي
و لست الأحداث التي تعيشها و لست جسدك المادي فقط ولست مستواك الثقافي و لست من تعتقد أنه أنت.
الذات الكونية لاتحتاج الإعتقاد ولا الفهم، الذات الكونية بداخلك هي الكون بأكمله ولكي تتصل بجانبك الكوني
و لكي تستذكر جانبك الكوني يكفي أن تتذكر أنك لست بالحاجة للمقارنات، لست بحاجة لأن تقارن نفسك بالأخرين، لأننا في العمق واحد.
في العمق نحن كيان واحد، نحن محبة كونية و سلام كوني و حرية كونية غير محدودة.
ولكس تستيقظ على ذاتك الكونية يكفي أن تتخلى عن السباق مع الأخرين و التنافس ضد الآخرين،
يكفي ان تتخلى عن رغبتك في المزيد من أجل إتباث هويتك. المزيد من العلاقات، المزيج من المال
و المزيد من الأشياء و المزيد من الاحداث و المزيد من كل شيء من أجل إثبات ذاتك تخلى عن كل هذا.
و تذكر أن ذاتك الكونية لاتحتاج لأيت إثبات. ذاتك الكونية هي سلام كوني عميق و محبة كونية بدون شروط و حرية كونية بدون حواجز نفسية.
عزيزي القارئ، لا أحد منا يحتاج ان يثبت للأخر أنه أروع أو افضل أو أحسن بل كلنا في المستوى الطبيعي
العميق واحد و هذه الإختلافات التي ندركها ماهي الا إختلافات تفيد الإنسانية و تفيد تطور الإنسانية و إنعكاس لحالة الوعي البشري،
و كل شخص فينا هو مختلف و متميز جدا و عظيم جدا.
و الإنسان الكوني يعيش بدهن ساكن و متيقن بالسلام و يعيش و هو مؤمن بأن الإنسانية أجمع كائن واحد و يتعامل مع الجميع
على هذا الأساس، و يهمه السلام في علاقاته الإجتماعية الإنسانية، هذا السلام الذي لايكون الا اذا كنا متحررين من المقارنات
و من الرغبات ومن الخوف و الإرتباطات وكل المشاعر السلبية و من العنف و الغضب.
عزيزي المتنور دمت في سلام و حرية.
رووووعه😍😍😍❤
ReplyDeleteرووووعه😍😍😍❤
ReplyDelete