إستيقظت و عاملت الناس كلهم بإحترام – كانط -
مرحبا عزيزي المتنور
تحرر أي مجتمع لايكون إلا عندما يعطي قيمة كبيرة للإنسان،
فالمجتمع المتحرر و الفرد المتحرر لايتعامل مع فرد آخر على أساس هويته أو على أساس إنتمائه
و لا حتى على أساس فلسفته و معتقداته، و لا على أساس تدينه، و لا على أساس عرقه و بلده و لونه و جنسه،
بل الفرد المتحرر يتعامل على أساس واحد مع الأخرين هو أساس الإنسانية.
على أساس أن الآخر إنسان، أو أنه فرد لديه عقل، وعي، و جسد، لديه مشاعر و أفكار و أحاسيس.
المجتمع الذي لايساوي ويتعامل مع الأفراد بنوع من العنصرية لإنتمائاتهم العرقية، و على أساس بلدانهم و لون بشرتهم
و لغاتهم و جنسهم و دينهم، فهؤلاء يولدون بشكل مباشر مجتمع منقسم،
و مجتمع بدون أساس طبيعي قوي، بل يولدون الرغبة في الإنقسام و الإنفصال، و يولدون في كثير من الأحيان العنف النفسي.
الذي قد يتطور فيما بعد لعنف حقيقي على أرض الواقع.
فإنما الفرد المتحرر حرية حقيقية يتعامل بنوع من الإنسانية و المساواة الحقيقية مع الجميع،
فكلنا نتساوى في صفة الإنسانية. بمعنى كل فرد في المجتمع يجب أن يساوي نفسة بالأفراد الأخرين.
لأنه على مستوى النفسي لايمكن مقارنة إنسان بإنسان لإخلاف الظروف التي نشا فيها كل شخص على حدى.
المقارنة لا يمكنها أن تعطي الا نتيجة واحدة هي العنف، أو الرغبة في العنف و التسلط و الإنفصال.
لذلك من منطلق أننا أفراد متحررون، فلا يمكننا إلا أن نساوي أنفسنا مع الأخر.
نحن متساوون في قيمة الإنسانية، فالإنسانية هي أن كل فرد مختلف، متميز و كل فرد هو إنسان كوني،
و فيه نوع مختلف من الجمال الكوني. لذلك حرية أي مجتمع تبدأ من هذه القيمة الأساسية،
و من هذه الدعيمة و الركيزة الأولى التي بدونها لن يكون هناك مجتمع صحي متوازن،
فعندما نساوي أنفسنا بالأخرين، و نعامل الأخرين على أساس الإنسانية التي هي إقرار أن كل فرد بغض النظر
عن لونه و جنسه و عرقه و تدينه و فلسفته، هو إنسان متميز و مختلف و إنه إنسان كوني قبل أن يكون أي شيء آخر.
الإنسان كوني قبل أن يكون أي شيء آخر، لذلك يتحتم علي كفرد أن احترم و لاأتدخل في حياته الشخصية،
و لا يمكنني بأي شكل من الأشكال أن أفرض عليه أن يتكلم بلغتي و لا يتشبع بلوني و لا يعتنق معتقداتي
و لا يمكن بأي حال من الأحوال أن أفرض عليه أي شيء، بل على العكس و جب علي إحترام ميولاته الشخصية،
سواء في الدين أو في المعتقدات التي يتمناها، أو طبيعة الحياة التي يعيشها. فلا يمكن أن نعتبر أي فرد متحرر ما لم يحترم حرية الأخر.
فكما يقول كانط "إستيقظت و عاملت الناس كلهم بإحترام"
أيها المتنور دمت في سلام
Post a Comment