الإنتباه لذاتنا الكونية
عزيزي المتنور
بين العقل و الحقيقة مرآة، في هذه المرآة يمكننا رؤية الحقيقة لكن لا يمكننا عيشها.
لا يمكننا الإحساس بها في تلك المرآة هناك شيء يشبه الحقيقة، لكنه ليس الحقيقة.
في تلك المرآة هناك خيال يحاكي الحقيقة. هذا الخيال محكوم بالزمن و بالواقع،
و يدفعنا للخارج.
بينما الحقيقة ليست محكومة لا بالزمن و لا بالمكان.
ذاتنا الحقيقية سلام محبة حرية جمال.
و لكي نتذكر هذه الحقيقة فيجب علينا أن نعطي كل انتباهنا بالداخل لجسدنا الداخلي،
لطفلنا الداخلي ونبحث في الداخل.
أن ننظر لدواخلنا و نبحث في دواخلنا عن النور و عن الحقيقة وعن طفلنا الداخلي
و عن الأمل. أن ننتبه للفراغ و للصمت، و الا نعطي أهمية لأية أفكار كيفما كانت،
بل ننتبه للداخل و نراقب الداخل في هذه المراقبة و في هذا الإنتباه للداخل نحن نغذي ذاتنا الكونية
و نحييها فينا. و ما زلنا نغذي ذاتنا الكونية و ننتبه لها حتى تستيقظ فينا بشكل طبيعي.
عزيزي المتنور، الإنتباه للداخل و مراقبة أحاسيسنا و مشاعرنا و أفكارنا و الإهتمام بالداخل
و تصحيح ما يمكن تصحيحه هو ما يوقظ فينا ذاتنا الطبيعية الكونية.
الإنتباه هو ليس الإندفاع للتفكير، فالإنتباه لا يحتاج لأي تجديد و لا لأي إبتكار،
هو مجرد إنفصال نفسي عن الواقع.
في هدا الإنفصال لا نسمح لا لأشخاص و لا للأحداث و لا لأي كان أن يخرجونا عن السلام الداخلي.
بل نعطي أهمية للسلام الداخلي أكبر من كل شيء خارجي.
في هذا السلام الداخلي هناك إستغناء عن كل شيء خارجي،
و عن كل رغبة.
السلام الداخلي يكسر كل الرغبات، كل المشاكل و الصعاب التي ليست هي إلا وهم و سراب
في السلام الداخلي ليس هنالك زمان, و لسنا بحاجة له.
في السلام الداخلي يفقد العقل الزمكاني سلطته علينا، يفقد العقل الزمكاني الذي يعتمد على الزمن
و على المكان الذي نعيشه في توجيهنا و تحديد هويتنا.لذلك في السلام الداخلي لا سلطة للعقل علينا
بل هناك حرية و إتصال بذاتنا الكونية.
الإنتباه للداخل يرجعنا لحالة السلام الداخلي التي هي لأول صفات الدات الكونية.
عزيزي المتنور ، دمت في سلام و حرية
Post a Comment