ان الديمقراطية اعطت لشعوبها الحرية، و جعلتهم أكثر توازناً من ذي قبل، ووفرت لهم احتياجاتهم كما أنها أنتجت الحضارة الغربية الحالية
و التي تنتشر في جميع العالم من خلال ما يسمى بالعولمة
إن الديمقراطية وفرت الحرية لشعوبها و اعطتهم كامل الإرادة في إختيار ما يريدون و يرغبون
إلى أن وصل العالم لم وصل إليه الآن من تطور و إزدهار ووفرة الوسائل التكنولوجية و كذا المعدات و الأجهزة و الآلات المتطورة
التي أصبحت جزءا من الواقع الذي نعيشه، بل ضرورية جداً في العديد من الميادين أو المجالات الحيوية،و لم يعد بإمكان الإنسان الإستغناء عن هذه الآلات و الأجهزة المتطورة
بعد الآن،
بل و أصبح يبتكر المزيد من هذه الأجهزة المتطورة و المزيد من وسائل الرفاهية و الراحة و المزيد من الوسائل المسلية
لقد انعكست ارادة الشعوب حتى على أبسط الأشياء في الحياة و أصبح الجميع يبحث عن السعادة في المزيد من الراحة و المزيد من المتعة و التسلية .
إلا أن هذا البحث عن السعادة في المزيد من كل شيء أنتج مجتمعاً هشاً نفسياً لا يمكنه تحمل الألم و لا يمكنه أن يكون ناضجاً بما فيه الكفاية، بل أصبح الإنسان مستعداً للخضوع
و للإستعباد من قبل أية مؤسسة أو فرد من الأفراد كما لو أنه مجرد دمية خاضعة .
إن هذا الكم الهائل من المعلومات و الوسائل المتوفرة في مجتمعاتنا الحالية قد تنتج نوعين من الإنسانية إنسان واعي و مدرك للقيم الإنسانية التي لا تجعله خاضعاً
و إما إنسان غير واعي و خاضع لإرادة الآخرين و نواياهم
إن الإنسان الذي يبحث عن السعادة في مجتمعاتنا الحالية أصبح يريد المزيد من كل شيء حتى ضل عاجزاً عن إدراك من يكون و إلى أين يتجه !
لقد أصبح هذا الإنسان هو الوسيلة التي تطمح من خلالها تلك المؤسسات و الشركات الكبرى الوصول لأهدافها و غاياتها
إن كل مصدر الشر و كل نوايا الشر و الكراهية و الإستعباد لا يمكنها أن تتحقق على أرض الواقع إلا من خلال الإنسان الخاضع و غير المستيقظ بعد .
و إن الإنسان المتحرر لا يمكنه أن يصدق كل شيء و لا يمكن للمتنور أن يكون (ضد) أو (مع) أية فكرة بغض النظر عن مصدرها و اغرائاتها و لا يمكن إعتبار نفسك جزء من المشكلة أو الخطأ المعروض في العالم، بل المتنور خارج حسابات الماتريكس .
و يعتبر المتنور أن كل مشكلة هي نتيجة الفكر السائد و الوعي السائد بالعالم، فلكل ملذة أو لكل متعة و تسلية سابقة لاوانها ثمن غالي تدفعه الإنسانية
فعلى الإنسانية أن تستوعب أن السعادة ليست المزيد من المتعة و المال و لا المزيد من الأجهزة و التسلية
بل المزيد من كل هذا قد يؤدي للتدهور و السقوط ، فكما يقول أفلاطون : الديمقراطيات تقود للتدهور الأخلاقي لأنها تغرق في الحرية الزائفة .
و على المرء أن لا يطلب المزيد لأن ذلك يدمر البيئة نفسها و يساهم في تلوث الأرض بشكل كبير و يعمل على التأثير بشكل سلبي على باقي الحيوانات و الطيور
مما يؤدي إلى إختفاء أجناس كثيرة و انقراضها إلى الأبد .
أيها المتنور دمت في سلام
Post a Comment