الاعتماد الكلي على التكنولوجيا يساوي تدهور

مواضيع مفضلة

Sunday, May 10, 2020

الاعتماد الكلي على التكنولوجيا يساوي تدهور


مرحبا ايها المتنور

ان الديمقراطية اعطت لشعوبها الحرية، و جعلتهم أكثر توازناً من ذي قبل، ووفرت لهم احتياجاتهم كما أنها أنتجت الحضارة الغربية الحالية 

و التي تنتشر في جميع العالم من خلال ما يسمى بالعولمة 


إن الديمقراطية وفرت الحرية لشعوبها و اعطتهم كامل الإرادة في إختيار ما يريدون و يرغبون 

إلى أن وصل العالم لم وصل إليه الآن من  تطور و إزدهار ووفرة الوسائل التكنولوجية و كذا المعدات و الأجهزة و الآلات المتطورة 

التي أصبحت جزءا من الواقع الذي نعيشه، بل ضرورية جداً في العديد من الميادين أو المجالات الحيوية،و لم يعد بإمكان الإنسان الإستغناء عن هذه الآلات و الأجهزة المتطورة 

بعد الآن،


بل و أصبح يبتكر المزيد من هذه الأجهزة المتطورة و المزيد من وسائل الرفاهية و الراحة و المزيد من الوسائل المسلية 

لقد انعكست ارادة الشعوب حتى على أبسط الأشياء في الحياة و أصبح الجميع يبحث عن السعادة في المزيد من الراحة و المزيد من المتعة و التسلية .

إلا أن هذا البحث عن السعادة في المزيد من كل شيء أنتج مجتمعاً هشاً نفسياً لا يمكنه تحمل الألم و لا يمكنه أن يكون ناضجاً  بما فيه الكفاية، بل أصبح الإنسان مستعداً للخضوع

و للإستعباد من قبل أية مؤسسة أو فرد من الأفراد كما لو أنه مجرد دمية خاضعة .


إن هذا الكم الهائل من المعلومات و الوسائل المتوفرة في مجتمعاتنا الحالية قد تنتج نوعين من الإنسانية إنسان واعي و مدرك للقيم الإنسانية التي لا  تجعله خاضعاً 

و إما إنسان غير واعي و خاضع لإرادة الآخرين و نواياهم 


إن الإنسان الذي يبحث عن السعادة في مجتمعاتنا الحالية أصبح يريد المزيد من كل شيء حتى ضل عاجزاً عن إدراك من يكون و إلى أين يتجه !

لقد أصبح هذا الإنسان هو الوسيلة التي تطمح من خلالها تلك المؤسسات و الشركات الكبرى الوصول لأهدافها و غاياتها

إن كل مصدر الشر و كل نوايا الشر و الكراهية و الإستعباد لا يمكنها أن تتحقق على أرض الواقع إلا من خلال الإنسان الخاضع و غير المستيقظ بعد .

و إن الإنسان المتحرر لا يمكنه أن يصدق كل شيء و لا يمكن للمتنور أن يكون (ضد) أو (مع) أية فكرة بغض النظر عن مصدرها و اغرائاتها و لا يمكن إعتبار نفسك جزء من المشكلة أو الخطأ المعروض في العالم، بل المتنور خارج حسابات الماتريكس .

و يعتبر المتنور أن كل مشكلة هي نتيجة الفكر السائد و الوعي السائد بالعالم، فلكل ملذة أو لكل متعة و تسلية سابقة لاوانها ثمن غالي تدفعه الإنسانية 

فعلى الإنسانية أن تستوعب أن السعادة ليست المزيد من المتعة و المال و لا المزيد من الأجهزة و التسلية 

بل المزيد من كل هذا قد يؤدي للتدهور و السقوط ، فكما يقول أفلاطون : الديمقراطيات تقود للتدهور الأخلاقي لأنها تغرق في الحرية الزائفة .

و على المرء أن لا يطلب المزيد لأن ذلك يدمر البيئة نفسها و يساهم في تلوث الأرض بشكل كبير و يعمل على التأثير بشكل سلبي على باقي الحيوانات و الطيور 

مما يؤدي إلى إختفاء أجناس كثيرة و انقراضها إلى الأبد .


أيها المتنور دمت في سلام   


  

Post a Comment

المشاركة على واتساب متوفرة فقط في الهواتف