تفقد كل الأوهام القدرة على النفاذ إلى عقلك

مواضيع مفضلة

Friday, February 19, 2021

تفقد كل الأوهام القدرة على النفاذ إلى عقلك

 مرحباً أيها المتنور 


إن ما نعيشه الآن  هو القدر الذي اخترناه (بطريقة واعية أو غير واعية) و القدر مشيئة حدثت  بالفعل و نعيشها على أرض الواقع، و هذا القدر مرتبط بأسلوب حياة مختلف  و بشخصية مختلفة 

و كل ما نعيشه سواء كان سلبياً أو إيجابياً هو مرتبط بالقدر الذي اخترته سالفاً؛ إن ما كنت تؤمن به سالفاً هو الذي تجلى على هذه الهيئة الجميلة، و العقل المنطقي الصارم لا يستطيع إستيعاب هذا،

لذلك في الغالب هو يقاوم الأشياء السلبية التي يعيشها أو يرفضها  تماماً، و هو منتبه فقط للجانب السلبي دون أن يحاول الإستمتاع بالأشياء الأخرى الجيدة في حياته و لا يستطيع أن يلفت إنتباهه إليها 

لأنه يحاول تصحيح حياته و قدره و يرغب في حياة كاملة دون أية نواقص.


بينما القدر الذي نعيشه حالياً   نتيجة  لطريقة تفكيرنا و عاداتنا في الماضي و لا يعكس شخصيتنا الحالية و عاداتنا الحالية، إن القدر أشبه بمرآة كبيرة تعكس بطريقة بطيئة شخصياتنا و عاداتنا و خياراتنا 

و علينا إذن العيش في قدرنا الحالي كما لو أنه نتيجة  لتأملاتنا في الماضي،و لخياراتنا السابقة و عاداتنا و ردات فعلنا، و قراراتنا السابقة . 

وواقعك  هو مملكتك الحالية التي صنعتها بنفسك، و لا شيء يضيع من كل مجهوداتك السابقة

لا شيء يضيع و لا شيء ينهدم و لا شيء يتلاشى ! مجهوداتك السابقة و نياتك السابقة لابد أن تظهر و لو على هيئة أخرى، أفعالك و عاداتك و كلامك لا بد أن تظهر نتائجها و لو  بشكل  مختلف .


إنك  أنت  الآن تحمل بداخلك كل الماضي و كل تجاربك و كل قراراتك و نياتك و أفكارك  و أحلامك و أمنياتك و آمالك و رغباتك و أهدافك و طموحاتك و خيالك، و كذا جهلك و وعيك، ضعفك و قوتك 

طفولتك و شبابك، مسراتك و أحزانك، مخاوفك و شجاعتك، أفراحك و أتراحك،ضجيجك و صمتك،  حياتك و مماتك. 


العقل المنطقي الصارم يرفض أحزانه و صمته و يرفض مخاوفه و ضعفه، و يقاومها و لا يعترف بها، كما أنه لا يريد الظهور إلا بثوب القوي و الشجاع و المستمتع و المبتهج، و هذا يجعله يرفض نفسه، و يرفض حياته و قدره 

و حين يرفض المرء ضعفه و جهله و مخاوفه و أحزانه، و ماضيه و تجاربه و ذكرياته فإنه يرفض أن يكون إنساناً، و يقاوم نفسه بنفسه، و هذا يجعل الفرد يدمر نفسه بنفسه

و على المتنور أن يدرك هذا و يتقبل ضعفه و جهله كما يتقبل  أفراحه و مسراته على حد سواء، و يدرك أن أي مجهود عقلي له انعكاسات فيما بعد، على شخصيته و على طريقة تفكيره و بالتالي على حياته 

فإذا كان المتنور يرفض جهله و ضعفه و مخاوفه فإنه سيقاومها و هذا له انعكاسات أخرى؛ المقاومة تنتج الكثير من الفوضى النفسية و الشعور بالذنب و كذا  الشعور بالنقص الذي يجعل المتنور يرفض حياته و يقاومها، و بالتالي تكون حياته غير متزنة و غير صحية.

بينما إذا كان المتنور يتقبل مخاوفه و ضعفه و أحزانه كيفما كانت و برحابة صدر فإن لهذا أيضاً انعكاسات على شخصيته و طريقة تفكيره و على إدراكه للحياة من حوله، و يجعل المتنور يتناغم مع ذاته الكونية 

و التي يحس خلالها بعناية الاهية تحيط به، حيث تفقد  كل المخاوف الأخرى قدرتها على النفاذ إلى عقله، و يكون المتنور فيها متحرراً من الحواجز النفسية و من العراقيل الأخرى التي تحاول لفت إنتباهه إلى المخاطر التي قد يواجهها و إلى الأوهام التي تحاول تشتيت إنتباهه، و يكون تحت العناية الإلاهية التي تجعل عقله في حالة روحية أو في فضاء داخلي  لا يتماهى مع أي شعور بالتهديد  و بالخوف، و تتحول فيها كل تلك الأشياء التي كان يعتبرها خطراً يهدده  و يؤثر على نفسيته بشكل سلبي، إلى شيء دون معنى و دون أية خطورة، كما لو أن كل شيء يهدده  إنتهى فجأةً، و كما لو أنه إنفتح على عالم جديد كلياً، 

عالم لا تهديدات و لا مخاطر فيه، و عالم منفتح على كل الإحتمالات؛ 

حيث يمكنك إختيار القدر الذي تريد عيشه و إختيار الحياة التي تناسبك بكل إطمئنان، و إختيار الأفكار التي تناسب حياتك و إختيار كل ما تريد عيشه بكل حرية. كما لو أنك مقبل على حياة تبرمج فيها كل شيء مجدداً كيفما تريد


أيها المتنور دمت في حرية 




Post a Comment

المشاركة على واتساب متوفرة فقط في الهواتف