“نحن نخاف أكثر مما نتأذى، ونعاني أكثر من خيالنا مما من واقعنا.” – سينيكا
ربما تواجه محادثة صعبة كنت تؤجلها لعدة أشهر. أو ربما تستعد لبدء مشروع جديد يتحدى حدودك. أو قد تكون تغييرًا في الوظيفة، أو الانتقال إلى مدينة جديدة، أو بدء علاقة—أي من هذه الأمور يمكن أن تثير مخاوف وقلق يجعلك تشعر وكأنك محاصر قبل أن تبدأ الأمور حتى.
إنه حقيقة زمنية أن العديد من الأشياء التي نقلق بشأنها لا تحدث أبدًا. لكن مخاوفنا الخيالية يمكن أن تترك آثارًا حقيقية. الخوف يمكن أن يشوش واقعك، مثلما تفعل المشاعر القوية الأخرى مثل الغضب، حيث تعوق رؤيتك لما يحدث بالفعل. قد تكون قبضة الخوف شديدة إلى درجة الشلل.
كيف يمكنك استعادة السيطرة؟ كيف يمكنك العودة إلى نفسك الفعّالة، مستعدًا لمواجهة أي تحدٍ قادم؟
أولاً، يجب أن تبدأ بأحد أهم الممارسات في التقليد الرواقية: استباق الشرور. ما هو أسوأ ما يمكن أن يحدث... أسوأ شيء على الإطلاق؟ درس ذلك. اشعر به في أعماقك. افهم كيف سيبدو وما طعمه. حسنًا. الآن لقد أزلت المفاجأة وبعض الخوف. لقد أعددت نفسك للأسوأ. كما قال سينيكا بشكل أفضل، “الرجل الذي استعد لقدوم المتاعب يسلبها قوتها عندما تصل.”
الآن يأتي التحضير: ماذا يمكنك أن تفعل لتكون مستعدًا؟ ما الخيارات التي لديك عندما يحدث الأسوأ؟ كيف يمكنك منعه من الحدوث؟ ماذا يمكنك أن تفعل اليوم لتقليل فرص حدوث الأسوأ؟ إذا حدث، كيف يمكنك التعافي؟ اكتب كل ذلك على الورق وفكر فيه.
هذه الخطوات—توضيح مخاوفك، تخيل أسوأ السيناريوهات، والتفكير في استراتيجيات لمنع ما قد يأتي—هي الأدوات الرئيسية في تمرين “تحديد الخوف” الذي ألهمه سينيكا والرواقية، والذي يمكنك دراسته من خلال مشاهدة حديث تيد الشهير لتيم فيريس.
بعد ذلك، يجب عليك احتضان الممارسة.
فكر في كاتو، أحد أعظم الرواقين، الذي كان يمشي حافي القدمين ويرتدي الحد الأدنى من الملابس، في الحر والبرد. لماذا؟ لأنه كان يدرب نفسه على حياة قد يضطر فيها إلى تجربة الفقر. كان، بالطبع، أرستقراطيًا رومانيًا؛ فمن غير المرجح أن يصبح بلا مأوى. لكنه لم يرغب في الخوف من ذلك على الإطلاق، لذا عاش، لفترات قصيرة، حياة بلا مال. وهذه الممارسة البسيطة منحت له قوة غير عادية—قدرة على مواجهة التفكير في المتاعب وتجربتها، مما سلب تلك المتاعب من كل قوتها عليه.
يعلم الجنود كيفية إطلاق النار لقتل—فلماذا يتدربون على أن يكونوا في جانب تلقي إطلاق النار؟ نفس السبب الذي يجعل الشركات تقوم بتدريبات ضد منافسيها. نفس السبب الذي يجعل لاعبي كرة القدم يتدربون على استعادة الكرات المفقودة ويعطون الفرص للاعب البديل. عندما يمكنك دراسة والتعلم من ما فشل في الماضي، أو التحضير لما قد يفشل في المستقبل، فإنك تقلل من خوفك.
يتدرب رجال الإطفاء ليلاً ونهارًا لدخول المباني المشتعلة. يطلق رجال الشرطة المئات من الطلقات في ميدان الرماية للتأكد من استعدادهم عندما يحدث الأزمة. يتدرب أفراد القوات الخاصة في جميع أنحاء البلاد على حالات إنقاذ الرهائن، مما يلعبون مرارًا وتكرارًا على أكثر الاحتمالات بعدًا بأن أحدهم يمكن أن يتم أسره.
التحضير لما قد يأتي هو كيف تعرف، عند دخول موقف مليء بعدم اليقين والفوضى، أنك مستعد. أنك بذلت قصارى جهدك في التحضير. هذه هي الطريقة التي تأخذ بها السيطرة على خوفك.
فكر في الممارسة كأنها مناعة: مناعة ضد الخوف؛ مناعة ضد الضعف؛ مناعة ضد شكوكك وترددك. مارس حتى ما تعتقد أنه لا يمكنك فعله، وقد تجد أن لديك قدرة أكثر مما كنت تعتبره ممكنًا.
باختصار، هذه هي الخطة التي تحتاجها للسيطرة على الخوف: 1) ما هو أسوأ ما يمكن أن يحدث؟ اكتب ذلك. اشعر به. 2) اسأل كيف يمكنك منعه وسجل الحلول. 3) الممارسة تقلل من الخوف: افعل كل ما هو ضروري لتعرف أنك استعدت وكنت قد أعددت بجهدك الكامل.
في الختام، ربما سمعت مقولة “لا شيء يجب أن نخاف منه سوى الخوف نفسه” التي ألقاها فرانكلين روزفلت في خطابه الشهير، لكن الجملة الكاملة تستحق القراءة لأنها تنطبق على العديد من الأمور الصعبة التي نواجهها في الحياة: “دعني أؤكد اعتقادي القوي بأن الشيء الوحيد الذي يجب أن نخاف منه هو الخوف نفسه—الرعب غير المسمي، غير العقلاني، غير المبرر، الذي يشل الجهود اللازمة لتحويل الانسحاب إلى تقدم.” عرف الرواقون أن الخوف ينبغي أن يُخاف منه بسبب المعاناة التي يخلقها. إن الأمور التي نخاف منها تتلاشى مقارنةً بالضرر الذي نفعله لأنفسنا وللآخرين عندما نتصرف بلا تفكير لنتجنبها. الركود الاقتصادي سيئ؛ لكن الذعر أسوأ. الوضع الصعب لا يساعده الرعب—بل يجعل الأمور أكثر صعوبة.
هناك عدة أنواع من المخاوف التي يواجهها الناس بشكل شائع:
1. **خوف من الفشل**: هذا الخوف يمكن أن يمنع الأفراد من اتخاذ المخاطر أو تجربة أشياء جديدة، حيث يشعرون بالقلق من عدم تلبية التوقعات.
2. **خوف من الرفض**: كثير من الناس يخشون الرفض من الآخرين، سواء في العلاقات أو الصداقات أو المجالات المهنية.
3. **خوف من المجهول**: عدم اليقين حول المستقبل أو المواقف غير المألوفة يمكن أن يخلق قلقًا وترددًا.
4. **خوف من التغيير**: التغيير يمكن أن يكون مرعبًا، مما يؤدي إلى مخاوف حول مغادرة مناطق الراحة أو مواجهة ظروف جديدة.
5. **خوف من التحدث أمام الجمهور**: العديد من الأفراد يشعرون بالقلق عند التحدث أمام مجموعات، خوفًا من الحكم أو الإحراج.
6. **خوف من الفقد**: يشمل ذلك الخوف من فقدان الأحباء أو الوظائف أو الاستقرار في الحياة.
7. **خوف من الحكم**: القلق حول كيفية perceiving الآخرين لنا يمكن أن يسبب القلق في المواقف الاجتماعية.
8. **خوف من الوحدة**: فكرة أن تكون وحدك أو معزولًا يمكن أن تكون مزعجة للكثير من الناس.
يمكن أن تظهر كل من هذه المخاوف بطرق مختلفة، مما يؤثر على السلوك واتخاذ القرارات بطرق متنوعة.
النقطة المشتركة بين هذه المخاوف هي **الخوف من المجهول** أو **فقدان السيطرة**. في كل نوع من المخاوف، هناك عنصر من عدم اليقين حول النتائج المحتملة. هذا الخوف يمكن أن يؤدي إلى القلق والتردد، حيث يشعر الأفراد بعدم الارتياح تجاه ما قد يحدث إذا واجهوا الموقف أو اتخذوا القرار. بالإضافة إلى ذلك، جميع هذه المخاوف ترتبط بمشاعر الضعف أو الفشل، مما يعكس الحاجة الطبيعية للأمان والقبول في حياة الإنسان.
Post a Comment