التسامح طاقة عالية

مواضيع مفضلة

Sunday, April 26, 2020

التسامح طاقة عالية


مرحبا ايها المتنور

ذاتك العليا او المصدر قادر على التغاضي عما يظنه اي شخص اخر فيك او عن اي الم سببه لك
و هو لا يتمسك بالكره و الضغينة و البغض و الاحساس بالذنب
فقط الانا المتماهية مع الواقع هي من يشعر بهذا النقص و كل هذه الاحاسيس السلبية لانها تعتقد ان ما قاله الاخر عنك
او كمية الالم التي سببها لك تحتاج ثارا او ردا للاعتبار

وبينما الانا المتماهية مع الواقع تعتقد بهذا فانها تتمسك بالام طاقية و ترددات منخفضة جدا، و لا تسمح للشفاء 
بان يحدث وللالم بان يهداء
و تتمسك بالبغض الذي يفسد الحياة و تجعل المنغصات تتكاثر في واقعك و تحل بوابة كبيرة للطاقة المنحفضة التي تحفز للخوف
وكذا الغضب ما يجعلنا نصاب بالمرض في احيان كثيرة

مهما يكن ما جرى فقد جرى! وليس من الذكاء الاحتفاظ بمشاعر سلبية منتمية للماضي، بل نصبح على الطريق المؤدي 
للحرية لحظة اتخاذك لقرار الصفح و التسامح، و حينها فقط تسمح لمشاعرك السلبية بان تختفي 

فمهمة الغفران هي العناية بك وليس العناية بالشخص الذي تغفر له

و يجب ان تقدم رغبتك في ان تشعر بانك بخير على رغبتك في ان تكون محقا، انه استرجاع لقوتك مجددا
لا يعني غفرانك لهم ان تكون طيبا اتجاههم، بل ييعني ان تكون طيبا اتجاه نفسك

من المهم تذكر ان كل شخص يعيش داخل اوهام خلقها بنفسه وانك لا تعرف ابدا ما يحاول فعله و ما الدوافع التي جعلته يتصرف بتلك الطريقة
فما تعتقد انه خطا ويجب ان يعاقب عليه عقوبة قاسية يمكن ان يكون بالنسبة للاخر شيئا مقبولا،
و من الممكن ان يرى تصرفاتك خاطئة كليا كما انه قد لا يستوعب ما تتحدث عنه، او انه يعيش في بعد اخر مختلف كليا

تقول بايرون كيتي: نحن لا نرتبط بالاشخاص و لا بالاشياء بل نرتبط بافكار لم ندقق فيها كثيرا، لكننا مؤمنون بصحتها.




خذ مثالا : كنت ترن على هاتف شخص قريب لك لكنه لم يجبك و قد كررت مرارا و تكرارا و لم يجبك، هنا قد تنزعج و تتبادر الى ذهنك مجموعة من الاسئلة و الشكوك التي تؤجج للقلق و ربما الغضب كما لو ان ذلك الشخص تصرف عنوة بهذا السلوك او ربما لا يريد التحدث الي، او يرفض مقابلتي و هكذا .

بينما لو تسائلت و قلت في نفسك ماذا لو كان خارج البيت او ماذا لو انه لم يسمع الهاتف ؟
او كان في اجتماع ما، انت بهذه الاسئلة تسمح لعقلك بان يكون يكون مرنا بعض الشيء، ومن خلال تدفق هذه المرونة الى حياتك كلها ستندهش للضغينة و هي تتلاشى

كل شخص و كل شيء يمكنك ان تسامحه في هذه اللحظة سيكون على الارجح مجرد شيء منسي 
فهل يمكنك ان تتذكر شخصا ما قبل 3 او 4 سنوات مثلا و هل تشعر بالغضب عليه الان ؟

في الغالب ستكون قد نسيته، و بالتالي فاي شخص امكنك مسامحته فهذا يعني بالضرورة نسيانه 
لان التسامح يعيدك للاتصال بالمصدر مجددا، و بالتالي متحررا من الانا التي تحتفظ بكل اشكال المعاناة و الضغينة للاخر.

هذه الضغينة و الغضب و المشاعر السلبية الاخرى التي يكنها الفرد للاخرين ما هي في النهاية الا نتيجة معتقدات تغذينا عليها منذ الطفولة، اعتقادا منا بان الثار هو الوسيلة الناجعة لاستيرداد حقوقنا
و غيرها من المعتقدات التي تدعو للتعصب و العنف و الضغينة، بينما يمكننا التحرر من هذه المعتقدات السيئة فنحن لا نريد الاحتفاظ بمشاعر سلبية و طاقة نازلة، و لا نريد اذية انفسنا بل نريد استرجاع اتصالنا بالمصدر و بذاتنا الحقيقية

و هذا يتاتى من خلال التسامح و السماح لكل تلك الافكار التي نحتفظ بها عن اي شخص اساء لنا بالتلاشي و نفك ارتباطنا به بشكل نهائي 

فمن تكونه حقا، يتخلى عن كل تلك المعاناة بسهولة لان من تكونه يؤمن و يعرف سالفا و دائما ان حقيقتك لا تستمد من تلك الوقائع و من تلك الاحداث و لا مع اولئك الاشخاص 
من تكونه حقا لا ينتمي لهذا العالم لانه ليس مرئيا و بالكاد نستطيع الاحساس به و التناغم معه

يقول الشاعر ويليام بليك: لو ان نوافذ البصيرة نظيفة فسيرى الانسان كل شيء على حقيقته.

ان تجربتنا على هذا الكوكب كلها تتحدد بالكيفية التي نختار ان نفهم بها واقعنا، لذلك كل ما عليك فعله هو اتخاذ القرار بان تتخلى عن كل شيء ربطت به نفسك لكنه يخدمك و لا يساعدك في اظهار الواقع الذي تريده الان 

و ان الواقع الذي نتظاهر باننا عالقون فيه، والقصة التي تخبر بها نفسك طول هذه السنين، ما عليك الا ان تتخلى عنها وتكتب من جديد قصة جديدة تلائم ما انت عليه حقا كن ملتزما بالتخلي عن افكارك وتجاربك ذات مستوى تردد منخفض و انطلق بجرءة الى الجديد .

ان الواقع ليس الا قصص و هي ليست حقيقية كما تعتقد بل من الممكن كتابتها من جديد، انت كاتب قصة حياتك 
ليس الكاتب هو المجتمع و لا اصدقائك و لا اي احد بل انت فقط.

ايها المتنور دمت في حرية           
    

Post a Comment

المشاركة على واتساب متوفرة فقط في الهواتف